من: محمد أبو مليح
هذه المقولة تلخص الحال الذي وصل له قطاع الاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي حيث شهدت شركاته تراجعا في أرباحها وبشكل شبه جماعي وذلك بالنصف الأول من العام الحالي، حيث لم يحقق نموا سوى شركة الاتصالات البحرينية "بتلكو"، وفيفا الكويت وبنسب 10% و 14% على التوالي، وقلصت "زين السعودية" من خسائرها وبنسبة 29%، والثلاثة من الشركات الصغيرة نسبيا بالقطاع.
وعزى محللون في تصريحات لـ "مباشر" تلك التراجعات إلى عدد من الأسباب يأتي على رأسها الخسائر من فروق تحويل العملات والمشاكل الاقتصادية العالمية، وارتفاع نسبة الانتشار بدول الخليج، مما يحدث حالة من التشبع بتلك الأسواق، هذا بجانب تباطؤ الاستثمارات الحكومية بشركات القطاع، مع قوة المنافسة بين تلك الشركات.
وتراجعت أرباح 12 شركة اتصالات مدرجة بالأسواق الخليجية في النصف الأول 24% لتصل إلى 3.15 مليار دولار مقارنة بـ 4.14 مليار دولار بالنصف الأول من 2014.
وكان الأكثر تراجعا موبايلي السعودية بعد تحولها من الربحية إلى الخسارة وبنسبة تراجع 334.5%، تلاه فودافون قطر بـ 264.6% بعد أن ارتفعت خسائرها من 8 مليون دولار إلى 27 مليون دولار.
وعلى مستوى الربع الثاني حققت شركات الاتصالات الخليجية تراجعا بـ 8.8% لتصل إلى 1.72 مليار دولار مقابل 1.88 مليار دولار بالربع المقابل من العام 2014.
وعن أرباح القطاع بدول الخليج أكد عدنان الدليمي - محلل مالي - أن شركات الاتصالات وخلال الفترة الأخيرة أصبحت تواجه عددا من المشاكل الهيكلية، وذلك من حيث ضعف حجم الاستثمارات الرأسمالية، وقلة التوسعات، مشيرا إلى أن هناك تباطؤا من الحكومات في التعامل مع مجال التكنولوجيا، والذي يعتمد عليه القطاع بشكل أساسي.
ويقول الدليمي: "التكنولوجيا في العالم تسير بسرعة الصاروخ، وعندنا نتعامل معها بسرعة السلحفاة".
وأشار الدليمي إلى أن من المشكلات كذلك التي يواجهها القطاع، والتي لابد معها من التفكير في تحديث مجالات الاستثمار بالقطاع، أن نسب الانتشار بالقطاع أصبحت مرتفعة جدا، وبالتالي فلابد من التفكير في مجال جديدة بالقطاع، كما في نظراء القطاع بدول أوروبا وأمريكا.
وحسب إحصائية لـ "معلومات مباشر" وصلت نسب الانتشار بالقطاع وفي بعض الدول إلى 221% كما بدولة الكويت وذلك في العام الحالي مرتفعة من 218% بنهاية 2014، وحسب تقرير البنك الدولي تعد الكويت الأولي عربيا والثالثة عالميا من حيث نسبة الانتشار، كما وصلت نسبة الانتشار في الإمارات إلى 202% بنهاية يوليو الماضي مقارنة بـ 199% في 2014 وذلك وفقا لهيئة تنظيم الاتصالات، وحسب البنك الدولي تعتبر الثانية عربيا والسادسة عالميا، وتأتي بالمرتبة الثالثة عربيا البحرين بـ 182%، والرابعة عربيا السعودية بـ 167% وذلك بنهاية الربع الأول من العام الحالي لكلا الدولتين، وحسب هيئة الاتصالات بكل منهما، بينما عمان وقطر قد احتلتا المرتبتين العاشرة والحادية عشرة عربيا على التوالي.
وأوضح الدليمي في تصريح لـ "معلومات مباشر" أن " من أبرز العوامل المؤثرة على القطاع خلال النصف الأول من العام الحالي التقلبات الشديدة في العملات العالمية، وشدة منافسة الشركات".
وكانت كل من الشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة (OOREDOO) الكويتية، و مؤسسة الامارات للاتصالات "ETISALAT" قد عزتا تراجع أرباحهما في النصف الأول من العام الحالي إلى فروقات صرف العملات الناتجة من تحويل عمليات خارجية، وبلغت في الأولى خسائر بقيمة 13.3 مليون دينار كويتي (44.1 مليون دولار أمريكي)، وذلك من عملياتها في الجزائر بينما تراجعت أرباحها من فرعها في تونس بـ 11% للسبب نفسه، بينما وفي الشركة الإماراتية وصلت خسائرها لهذا السبب إلى 2.44 مليار درهم (0.66 مليار دولار).
وقال المحلل بأسواق المال، وضاح الطه لـ"مباشر" إن شركة الإمارات للاتصالات كانت منذ فترة طويلة تُعاني من فروقات في العملة.
وقالت شركة الوطني للاستثمار (NBK Capital) إن أحد أسباب تراجع أرباح "ETISALAT" كان تراجع العملة في مصر، مما كان حائلاً أمام نمو أرباح الشركة في الربع الثاني، حيث واصل انخفاض قيمة العملة في مصر بنسبة 7% على أساس سنوي.
وأكد الدليمي أن من أسباب تراجع الأرباح كذلك الظروف الاقتصادية العالمية الحالية، وتباطؤ نمو الاقتصاد بعدد من الدول، وهو ما قد يكون حائلا دون تحقيق تلك الشركات معدلات نمو الفترة المقبلة، مؤكدا أن القطاع بذلك تحول من قطاع دفاعي كما هو معروف عنه إلى قطاع استبق المشاكل الاقتصادية العالمية الحالية بتحقيقه نسب تراجع، وهو ما يشير إلى ما يعاني من القطاع من مشاكل خاصة به زاد من حجمها المشكلات الاقتصادية والجيوسياسية حول العالم وبالمنطقة.
وأرجعت Ooredoo القطرية هبوط أرباحها بالربع الثاني في جزء منها إلى ما واجهته من صعوبات في شمال أفريقيا والعراق الذي مزقه الحرب وتراجعات شديدة لقيمة الروبية الاندونيسية، وتعمل أوريدو في نحو 13 منطقة بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وعلى الرغم من تراجع ارباح شركة الاتصالات السعودية "STC"، وخسائر شركة موبايلي إلا أنهما لا تزالا في المقدمة من حيث عدد المشتركين، وذلك بالطبع راجع إلى كبر حجم السوق السعودي مقارنة بنظرائه في الخليج، حيث استحوذت الأولى على 28.7% من إجمالي عدد المشتركين بدول الخليج، واستحوذت الثانية على 24.8% منهم ليبلغ مجموع نسبتيهما 53.5% من إجمالي المشتركين بدول الخليج، وذلك وفقا لتقرير لشركة كامكو الكويتية صدر في يوليو الماضي.
وعلى الرغم من تراجع أرباح شركة أوريدو القطرية في النصف الأول من العام الحالي بـ 41% إلا أنها تحتل المركز الأول من حيث متوسط العائد لكل مستخدم والذي بلغ عندها وحسب تقرير كامكو الكويتية إلى 35 دولار، تلاها فودافون قطر وبتلكو البحرينية بـ 33 دولارا لكل منهما.
وحسب شركة المركز المالي الكويتي (المركز) تأثرت أرباح قطاع الاتصالات في دول الخليج بارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مثل "أوريدو"، وبتعديل أرباح شركة موبايلي، ونزاعها المستمر مع زين السعودية، كما أسهم انخفاض متوسط الإيرادات لكل مستخدم في تراجع أرباح قطاع الاتصالات، مشيرا إلى مواصلة قطاع الاتصالات الاتجاه السلبي الذي بدأه في عام 2014.
وعلى الرغم من التراجع في الأرباح إلا أن شركات الاتصالات وفي أغلبها لايزال يوزع على مساهميه نقدية، وكان أعلاها "زين الكويتية" بـ 9.1%، تلاها بتلكو البحرينية بـ 7.4%، وعن تلك التوزيعات كان وضاح الطه قد أكد لـ "مباشر" أن قرار مجلس إدارة بعض الشركات بتوزيع أرباح أعلى من المعتاد على المساهمين أعطى رسالة قوية للمستثمرين، بأنه على الرغم من تراجع أرباح الشركة الا اننا قادرون على توزيع أرباح على المساهمين، وذلك بهدف زيادة الثقة في الشركة.
ولم يكن قطاع الاتصالات بدول الخليج بمعزل عن بقية الشركات بتلك الأسواق، حيث وحسب تقرير حديث لشركة "المركز" فقد تراجعت الشركات الخليجية خلال النصف الأول من عام 2015، بنسبة 7.2%، مقارنة بالنصف الأول من عام 2014، ومن المتوقع انخفاض أرباح الشركات الخليجية بنسبة 0.3% في العام 2015، مقارنة بالعام المالي 2014، لتصل إلى 69.7 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية السنة، وهو ما قد يكون لقطاع الاتصالات نصيب منه.





