الأربعاء، 20 يناير 2016

إنتاج "أوبك" يرتفع 4% وقيمته تتراجع لقرابة النصف في 2015

من: محمد أبو مليح  

الرياض - مباشر: سيظل النفط الخام أكثر السلع تداولا في العالم، إلا أن عام 2015 كان من أصعب الأعوام خاصة على الدول المصدرة له، بعد ما واجهته من تحديات كبيرة وواسعة في ضوء الانخفاض الحاد بأسعاره الذى انعكس سلباً على ميزانياتها (حسب ما أظهرت الميزانيات التي تم الإعلان عنها)، وكانت دول أوبك التي تعتبر بمثابة رمانة الميزان بين منتجي النفط في العالم، من الأكثر تأثرا على الرغم من زيادة إنتاجها.
إنتاج "أوبك" يرتفع 4% وقيمته تتراجع لقرابة النصف في 2015

إنفوجراف يوضح النسب التي تراجعت بها قيم منتجات دول أوبك في 2015

وحسب بيانات لمنظمة "أوبك" وإحصائية لـ "معلومات مباشر" قامت دول المنظمة بزيادة إنتاجها في العام 2015 بما يعادل بـ 407.9 مليون برميل ليصل حجم إنتاجها إلى 11.36 مليار برميل مقابل 10.95 مليار برميل في العام 2014 وبنسبة ارتفاع 3.73%.
وتم استثناء إنتاج "إندونيسيا" في التقرير، حيث لم تظهر في البيانات سوى في الثلاثة أشهر الأخيرة من 2015، وليس لها فترة مقارنة.
ورغم ذلك وحسب إحصائية "مباشر" وصلت قيمة ما أنتجته تلك الدول بالعام الماضي 561.4 مليار دولار مقابل 1051.7 مليار دولار في العام 2014 وبخسائر تقدر بـ 490.3 مليار دولار، بنسبة تراجع 46.6%.
وكان ذلك بتأثير من تراجع الأسعار، حيث وصل متوسط سعر سلة أوبك في 2015 إلى 49.5 دولار للبرميل، بينما كان متوسط السعر في 2014 عند 96.19 دولار للبرميل (وذلك بحساب متوسط الأسعار شهريا حسب بيانات أوبك وقسمتها على عدد أشهر السنة)، وبذلك يكون متوسط السعر قد تراجع 48.5%.
وتضم سلة أوبك كل من خام (صحارى) الجزائري والخام الإيراني الثقيل وخام (البصارة) العراقي وخام التصدير الكويتي وخام (السدر) الليبي وخام (بوني) النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام (مريات) والخام الفنزويلي و(جيراسول) الانغولي و(اورينت) الاكوادوري.
ولم تقم جميع دول أوبك بزيادة إنتاجها في العام 2015، حيث وحسب إحصائية "مباشر" في حين قامت 7 بزيادة إنتاجها بما يعادل 496 مليون برميل، قامت الدول الخمس الأخرى بخفض إنتاجها بـ 88.3 مليون برميل في تلك الفترة، ليكون صافي الزيادة 407.9 مليون برميل فقط.
وتأتي العراق على رأس الدول التي زادت إنتاجها في تلك الفترة وبما يعادل 235.7 مليون برميل في 2015، وتأتي الزيادة في الإنتاج بالعراق لتخفيف حدة تراجع أسعار النفط على ميزانيها المنهكة، تلاها السعودية بـ 152.79 مليون برميل، ولا زال العديد من المحللين يؤكدون أن المملكة ليس أمامها سوى الحفاظ على حصتها السوقية بل تحمل ضغط تراجع الأسعار، حتى لا تسمح بدخول لاعبين جدد بالسوق النفطية.
وعن الدول التي قامت بتخفيض إنتاجها من النفط يأتي على رأسها "ليبيا" وبـ 24 مليون برميل خلال العام 2015، تلاها "قطر" بـ 19.3 مليون برميل وبنسبة 7.3% عن العام السابق، وبلغت خسارة "قطر" من تراجع الإنتاج والسعر ما يعادل 13.3 مليار دولار.
وجاءت "الكويت" في المرتبة الثالثة بـ 15.75 مليون برميل في 2015، وكانت الدولة قد قامت بإغلاق جميع وحدات مصفاة الشعيبة النفطية نتيجة لحريق وقع فيها منتصف أغسطس الماضي، وتبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة الشعيبة وهي أقدم مصفاة بالكويت 200 ألف برميل يوميا.
وفي المرتبة الرابعة كانت "الجزائر" وقلصت إنتاجها 14.7 مليون برميل، وأخيرا تأتي نيجيريا في المرتبة الخامسة وبـ 14.4 مليون برميل.
واشتركت جميع الدول في الخسارة المالية، سواء من قام برفع الإنتاج أو من خفضه، وكان أكثر المتضررين وبطبيعة الحال الأكثر إنتاجا "السعودية" حيث خسرت ما يعادل 157.4 مليار دولار (590.3 مليار ريال) وهو ما يعادل حوالي 32% من إجمالي الخسائر التي منيت بها دول المنظمة.
تلاه الكويت بـ 48 مليار دولار أو ما يعادل (13.2 مليار دينار كويتي)، ثم إيران بـ 45.7 مليار دولار ( 1406 مليار ريال إيراني).
ومن خلال الأرقام نجد أن الدول الخليجية الأربع المنضمة لأوبك قد منيت بخسارة تقدر بـ 264 مليار دولار تعادل 53.87% من إجمالي خسائر دول "أوبك" في 2015.
والأرقام بالتقرير هي نتيجة ضرب متوسط الكميات المنتجة لكل دول في كل شهر من شهور العامين 2014 و 2015 مضروب في متوسط السعر في كل شهر من الشهور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق